برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية رحيم فرحان صدام
الملخصاشاع المسلمون المتشددون وشيوخهم في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم وكتاباتهم من ان الكثير من عظماء العالم ومفكريهم وفلاسفتهم قد امتدحوا النبي محمد وكتبوا الكثير في مدحه ويأتون بأمثلة واقوال مزورة على لسان اؤلئك الفلاسفة وعظماء التاريخ اقوال محرفة لم يقلها احد منهم في مدح النبي والاسلام ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال عظماء العالم ومفكريهم قولهم المشهور الذي يتداوله الواحد عن الاخر دون ذكر الدليل عليه هو قول عن برنارد شو الفيلسوف البريطاني والكاتب الكبير انه قال عن النبي محمد ما يلي ما احوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة يحاول الكتاب الاسلاميون الإستشهاد بالأديب البريطاني لأنه رمز من رموز الأدب وادعوا عليه كلمات لم يقلها برغم أهميته لديهم كعالم وعظيم من عظماء الغرب أثروا في تاريخ العالم وهو عالم ومطلع ومثقف ومفكر يلفقون له الكلام الكاذب والمصطنع في مدح الاسلام الحقيقة ان برنارد شو لا يمتدح الاسلام ولا القرآن ولا النبي محمد كما تروج الالة الاعلامية الاسلامية بل انه يذم الاسلام اشد الذم ونحن نريد ان يتضح هذا الامر للناس لكي لا يبقوا مخدوعين بأن هناك غربيين منصفين يثنون على الاسلام فهذه اسطورة لا وجود لها على ارض الواقع المقدمةلقد قرأنا الكثير ورأينا الأكثر من جمل تفيد بأن علماء وعظماء الغرب يتحدثون عن نبي الإسلام وأن الكثيرون منهم تعلموا وتثقفوا على مدرسته وأنهم إمتدحوه في كتبهم وتصريحاتهم بالعديد والعديد من الكلمات والجمل المعسولة التي يسترق لها سمع المسلم لم نسمع البوذيين يتحدثون عن ماذا قال العظماء عن بوذا أو الهندوس أنهم ألفوا في هذا أيضا لكن وحدهم المسلمون وشيوخ الإسلام يفعلون ذلك هل هي عقدة الشعور بالنقص هل هو الإحتياج للغرب الكافر بما أنه عنوان العظمة والعلم والدراسات إن كان هؤلاء مدحوا النبي وإعترفوا بعظمته فلماذا لم يؤمنوا به إذا أليس عدم إيمانهم به هو تكذيب صريح لنبوتهلقد حاولوا غسل أدمغتنا وإيهامنا أن العالم كله يهيم عشقا بالنبي محمد وأن العباقرة والأذكياء والمنصفين والعلماء يشيدون بعظمته هل يحاولون تزوير التاريخ هل فعلا أغلب العظماء مدحوا الاسلام او النبي محمد أم أن العظماء قد أنتقدوا النبي نقدا لاذعا فالدين العظيم لا يخاف النقد بل يرحب به مع الإنترنت والفضائيات لن يستطيعوا إخفاء الحقيقة ولن تستطيع الرقابة الإسلامية أن تبقي الشباب المسلم تحت الوصاية لأنه ببساطة انتهى عصر الوصاية وصاية الشيوخ ووصاية الحكوماتاشاع المسلمون المتشددون وشيوخهم في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم او كتاباتهم من ان الكثير من عظماء العالم ومفكريهم وفلاسفتهم قد امتدحوا النبي محمد وكتبوا الكثير في مدحه ويأتون بأمثلة واقوال مزورة على لسان اؤلئك الفلاسفة وعظماء التاريخ اقوال محرفة لم يقلها احد منهم في مدح النبي محمد والاسلام ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال عظماء العالم ومفكريهم هو الاقوال المنسوبة الى برنارد شو وهو من اكثر الشخصيات الغربية التي نسبت لها الدعاية الاسلامية اقوالا مزيفة في مدح الاسلام والرسول وسندرس في هذا البحث بشكل مفصل الاقوال التي نسبتها الدعاية الاسلامية له كما ندرس آراءه ومواقفه من كتبه باللغة الانكليزية ونقارنها بما نسبته له الدعاية الاسلامية لمعرفة حقيقة موقفه من الاسلام قبل الحديث عن هذا المفكر الكبير لا بد من توضيح موقفنا من آراءه ومواقفه الذي ننقل نصوصه في هذا البحث فنقول أننا لا نتبنى آرائه وأقواله ومواقفه من الإسلام والقرآن والنبي كل ما في الأمر اننا نريد ان نكشف الحقيقة ان برنارد شو لا يمدح الإسلام ولا القرآن ولا النبي محمد كما تروج الالة الإعلامية الإسلامية بل انه يذم الإسلام اشد الذم ونحن نريد ان يتضح هذا الأمر للناس لكي لا يبقوا مخدوعين بأن هناك غربيين منصفين يثنون على الإسلام فهذه اسطورة لا وجود لها على ارض الواقع وكانت رؤيتنا هي أن النبي ليس بحاجة إلى مدح وشهادة أحد من الغربيين أما نقل كلام منسوب الى الغربيين فهو تلاعب بمشاعر البسطاءاولا ترجمة جورج برنارد شو George Bernard Shaw ولد جورج برنارد شو في 26 تموز عام 1856 في مدينة دبلن بإيرلندا وهو من الطبقة المتوسطة وقد ترك المدرسة في سن مبكرة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفا كان والده سكيرا مدمنا للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته كما كان نباتيا لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثرا في طول عمره وصحته الدائمة تركت أمه المنزل مغادرة إلى لندن مع ابنتيها ولحق بهم شو سنة 1876م ولم يعد لإيرلندا لما يقرب الثلاثين عامافقد عاش حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنيا لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تمنح أحيانا لمن لا يستحقها ولأن حياته كانت في بدايتها نضالا ضد الفقر فقد جعل من مكافحة الفقر هدفا رئيسيا لكل ما يكتب وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف وأن الفقر معناه الضعف والجهل والمرض والقمع والنفاق ويظهر ذلك جليا في مسرحيته الرائد باربرا التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية عندما غادر إلى لندن بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه الأمر الذي كان له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته بدأت مسيرته الأدبية في لندن حيث كتب خمس روايات لم تلق نجاحا كبيرا وهي عدم النضج و العقدة اللاعقلانية و الحب بين الفنانين و مهنة كاشل بايرون و الاشتراكي و اللا اشتراكي لكنه اشتهر فيما بعد كناقد موسيقي في أحد الصحف ثم انخرط في العمل السياسي وبدأ نشاطه في مجال الحركة الاشتراكية socialism وانضم للجمعية الفابية وهي جمعية إنكليزية سعى أعضاؤها إلى نشر المبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية كان شو معجبا بالشاعر والكاتب المسرحي النروجي هنريك إبسن الذي يعتبر أعظم الكتاب المسرحيين في كل العصور وكان السباق في استخدام المسرح لمعالجة القضايا الاجتماعية فكان تأثير إبسن واضحا على شو في بداياتهرغم تركه للمدرسة مبكرا إلا أنه استمر بالقراءة وتعلم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك كشكسبير الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلم الذاتي فالمدارس برأيه ليست سوى سجون ومعتقلات كان مناهضا لحقوق المرأة ومناديا بالمساواة في الدخل وكان من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له وقال إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان ولم يعد عليه من خطر عن سيناريو مسرحية بيجماليون 1 في العام 1938 توفي في 2 تشرين الثاني 19502 يعد برنارد شو من أعلام المفكرين العالميين في العصر الحديث فقد ذاعت مؤلفاته في جميع أنحاء العالم وترجمت الى مختلف اللغات الحية وانتشرت افكاره وآراؤه بين المثقفين على اختلاف عقائدهم ومثلهم ويعتمد نجاح شو في نشر أفكاره بهذا الاتساع على براعته في مزج الفلسفة بالعبارات الرشيقة والنكات المليحة واللمحات الطريفة البارعة ولو أنه اقتصر في نشر آرائه على عرضها في كتب عادية لما قدر لها الذيوع الا بين الخاصة من المثقفين وعندما نقرأ مسرحياته نجد في أكثرها لفتات تحمل طابع القصة المسلية ولكن اذا أمعنا النظر وجدنا أهداف المؤلف واضحة جلية أهداف المعلم المصلح الذي حاول أن يجعل من نظريته في التطور الخلاق فلسفة خاصة قائمة بذاتها على أنه لم يكتف بمسرحياته وما مزج فيها من هزل وجد بل كتب لكل مسرحية مقدمة مطولة كانت تزيد أحيانا على حجم المسرحية ذاتها وفي تلك المقدمات المشهورة شرح نظرياته وأفكاره وآرائه في كل ما يمكن أن يخطر على بال الانسان الذكي الحصيف المستنيرولا يهدف هذا البحث لعرض أفكار شو وشرح نظرياته الفلسفية وآرائه في السياسة والدين والاجتماع ولكن نود التحدث عما جاء في مؤلفاته ومسرحياته عن العرب والاسلام والمسلمين لما في ذلك من فائدة للقارئ ثانيا الشيوخ يكذبون على برنارد شو اشاع الشيوخ في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم او كتاباتهم عن برنارد شو انه اثنى على النبي وسنتناول اقوالهم بالتفصيل 1 الشيخ محمد جواد مغنية ت1979م كتب تحت عنوان الإسلام وقادة الفكر الأوروبي ما نصه وقال برنارد شو الأديب الانكليزي العالمي يجب أن يدعى محمد منقذ الإنسانية انني أعتقد انه لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة ان محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ولا يتصور وجود مثله في الآتين 3 وقول برنارد شو محمد أكمل البشر من الغابرين والحاضرين معناه ان رسالة محمد ص لا تغني عنها أية رسالة من رسائل الأنبياء السابقين حتى عيسى وإبراهيم أما قول برنادشو ولا يتصور وجود مثل محمد في الآتين فمعناه لا أحد يستطيع بعد محمد أن يأتي الإنسانية بجديد يفيدها وينفعها أكثر مما أتى به محمد ومعناه أيضا ان دعوة محمد ودين محمد يغني عن كل دين وكل دعوة وشريعة ونظام ولا يغني عنه شيء وكلنا يعلم ان برنارد شو في طليعة قادة الفكر الأوروبي في القرن العشرين عصر الذرة والفضاء وان شهادته هذه هي نتاج البحث الطويل والتفكير العميق والتحليل الدقيق وهذه الشهادة من برنارد شو هي تعبير ثان أو تفسير لقوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين سورة الأنبياء الآية 107 أي كل العالمين في كل زمان وكل مكان وأيضا هي تفسير لقوله سبحانه ولكن رسول الله وخاتم النبيين سورة الأحزاب الآية 40 وأيضا هي أي شهادة برنارد شو دليل قاطع على صدق المسلمين في عقيدتهم بأن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ولا يتصور وجود مثله في الآتين على حد قول برنارد شو وبعد فما هو رأي الشباب المتنكرين لدين آبائهم وأجدادهم ما رأيهم في قول برنادشو وهل هم أعلم وأحرص منه على الإنسانية أم انهم يتكلمون بوحي من أعداء الإسلام والإنسانية من حيث لا يشعرون 4 وكتب الشيخ مغنية ايضا لقد أذهلت وأدهشت شخصية محمد ص العلماء الأجانب الذين يهتمون بالدراسات الإنسانية وقالوا عنها الكثير حتى رسم لها برنارد شو هذه الصورة لو تسلم محمد زمام الحكم المطلق اليوم لحل مشكلات العالم بأسره وحقق له السلام والسعادة المنشودة ومن هنا كان محمد خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين 5 وفضلا عما تقدم كتب الشيخ مغنية ما نصه وقرأت في جريدة الجمهورية المصرية عدد 14 مايو أيار سنة 1970 قال برنارد شو الفيلسوف العالمي ان دين محمد هو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز على أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أن يكون جاذبا لكل جيل ان محمدا يجب أن يدعى منقذ الانسانية6 ونسأل الشيخ مغنية هل جريدة الجمهورية المصرية كتاب ألفه برنارد شو للنقل اقواله منها لا سيما انها صحيفة لا تخجل من الكذب على عظماء الغرب في سبيل الدعاية للإسلام 2 اما الشيخ عبد الكريم الخطيب ت 1985م صاحب كتاب التفسير القرآني للقرآن الذي يزعم ان الحب والتقدير للنبي ليس وقفا على أتباعه بل إن كثيرا من أحرار العقول والقلوب من مفكري الغرب قد انتصروا للحق فرأوا محمدا على صورة أقرب إلى تلك الصورة التي يراها عليه أكثر أتباعه معرفة به وحبا وإكبارا له على حد زعمه اذ قال ما نصه يقول برنارد شو فيلسوف الغرب في القرن العشرين الميلادي لقد كان دين محمد موضع تقديري السامي دائما لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة لأنه على ما يلوح لي هو الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة اليوم 7 ثم يعلق الشيخ الخطيب بقوله وحسبنا هذه الشهادة من رجل لا يدين بالإسلام ولا يتهم بتعصب لنبي الإسلام تحت مشاعر الولاء الديني له بل إنه ليقول هذه الحقيقة عن منطق العقل الحر البعيد عن كل تأثير عاطفي 8 نعم سماحة الشيخ حسبكم هذه الشهادة من رجل لا يدين بالإسلام ليقول الحقيقة بزعمكم عن منطق العقل الحر البعيد عن كل تأثير عاطفي 3 وكتب الكاتب الاسلامي محمد عمارة في جريدة الاهرام ما نصه وعلى درب الانصاف هذا يسير الفيلسوف الاجتماعي الايرلندي الشهير برنارد شو1856 ـ1950م الذي قال عن رسول الإسلام ـ صلي الله عليه وسلم ـ كلاما نفيسا والذي تنبأ بما نراه اليوم من إقبال الأوروبيين على اعتناق الإسلام ـ قال إن محمدا هو منقذ الانسانية وإنني أعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم في العالم كله لتم النجاح في حكمه ولقاده إلى الخير وحل مشكلاته حلا يكفل للعالم السلام والطمأنينة والسعادة المنشودة 9 4 علاء الدين المدرس والفيلسوف البريطاني يعد الكاتب علاء الدين شمس الدين المدرس من ابرز ابواق الدعاية الاسلامية المضللة التي تخدع المسلمين وتضحك على عقولهم بكتبه المضللة التي لا تعتمد المنهج العلمي والتوثيق من المصادر الاصلية للمؤلفين انما ينقل الاقوال والآراء والعقائد لا من كتب مؤلفيها بل من مصادر خصومها وغالبا ما ينقله غير صحيح ولا دقيق ألم اقل كذبا وسنتناول احد كتبه وهو كتاب القرآن يقوم وحده وقد كتب الاستاذ المدرس تحت عنوان أقوال غربية منصفة في القرآن ونبي الإسلام ما نصه وعلى مدار التاريخ كان هنالك الكثير من الشواهد على التقييم الرائع والقمة السامقة التي وصفه بها الخصوم قبل الأصحاب والأصدقاء من خلال سيرته العطرة فضلا عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره في البشرية جمعاء فنرى أن الثقة بهذا النبي لكاتب انكليزي شهير هو برنارد شو تصل إلى أقصاها حين يقول لو أن محمدا موجود الآن بيننا لحل مشكلات العالم جميعها ريثما يتناول فنجانا من القهوة 10 نلاحظ ان الكاتب علاء الدين المدرس نسب اليه هذا القول من دون ذكر مصدر هذا من جهة ومن جهة أخرى انه قول مكذوب عليه بعد التدقيق في ما كتبه الفيلسوف البريطاني في كتبه ظهر زيف ما لفقه الكتاب والدعاة المسلمون 5 الشيخ ناصر مكارم الشيرازي والاديب البريطاني نواصل حديثنا عن الدعاية الاسلامية المضللة والتي يمثل لها الاديب الانكليزي برنارد شو عقدة العقد فلا نكاد نجد شيخا من شيوخ الاسلام الا واستشهد بقول مزور منسوب اليه في الثناء على الاسلام والشهادة له وللنبي بالعظمة واخر ما طالعنا في الموضوع هو الشيخ ناصر مكارم الشيرازي الذي كتب يقول يقول الكاتب الإنجليزي الشهير برنارد شو في أحد كتبه حول عظمة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله إنني أنظر دائما إلى دين محمد صلى الله عليه وآله باحترام كبير لأنه يتمتع بحركة وطراوة عجيبة وأعتقد بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتطابق مع أدوار الحياة المختلفة ويتلائم مع كل عصر وزمان نحن ننظر إلى القرآن ككتاب لمحمد صلى الله عليه وآله بنفس التعظيم والثقة التي ينظر فيها المسلمون له ويعتبرونه كتاب الله يتنبأ هذا العالم الإنجليزي برنارد شو في مقال عن جاذبية الإسلام وانتشاره ويقول إن الإسلام وبما يمتلكه من نفوذ معنوي يزيد باضطراد من اتباعه خاصة في البلدان الأوربية 11والشيخ كما هو واضح ينقل هذه الاقوال المزيفة المنسوبة زورا وبهتانا الى الاديب البريطاني من مصدر اسلامي كما اشار في الهامش قاموس دارسي الشؤون الإسلامية الأجانب ج 1 ص 60 تأليف حسين عبد اللهي خوروش باللغة الفارسية 12 ونقول للشيخ متى تتبعون المنهج الاكاديمي والنقل من المرجع الاصلي وبلغته الاجنبية بدل النقل من بعض المراجع الاسلامية المزيفة التي تكذب على المسلمين والسؤال الثاني للشيخ الشيرازي ما هو اسم الكتاب الذي تزعم أن برنارد شو تحدث فيه عن عظمة نبي الإسلام ام هي دعوى مجردة من دون دليل ولا مرجع اللهم الا الكتب الاسلامية المضللة والسؤال الثالث هل برأيكم كما هو واضح لا يكون الاسلام ولا نبيه عظيما الا اذا شهد له الاديب البريطاني 6 شيخ الازهر والكاتب البريطاني ادعى شيخ الازهر احمد الطيب إن هناك الكثير والكثير مما قاله عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة والأدباء ومؤرخي الحضارات في الشرق والغرب من غير المسلمين عن نبي الإسلام محمد من أمثال غاندي ومونتجمري وات وزويمر وتولستوي ومونتيه وغيرهم وسرد ما نسبته الصحف الاسلامية اليهم من اقوال عن النبي وعن أخلاقه وعن شريعته وآمالهم حسب زعمه في أن تعود لتصحح مسيرة العالم اليوم وتنقذ مصيره من هلاك مرتقب ودمار متوقع وأوضح خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي أن من بين ما كتبه هؤلاء ما قاله برنارد شو حسب زعمه الكاتب والناقد الإنجليزي الذائع الصيت الذي وصفه الشيخ بالمفكر العملاق عن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم إن أوروبا الآن بدأت تحس بحكمة محمد وبدأت تعشق دينه وإن أوروبا سوف تبرئ الإسلام مما اتهمته به من أراجيف رجالها ومفكريها في العصور الوسطى وسيكون دين محمد هو النظام الذي تؤسس عليه دعائم السلام والسعادة وتستند على فلسفته في حل المعضلات وفك المشكلات وحل العقد وإني لأعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمة ولقاد العالم إلى الخير وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة ثم يقول أجل ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد ليحل قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانا من القهوة13 إن ما قاله شيخ الأزهر من أن المؤلف الأيرلندي الشهير كتب أنه يعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم لتم له النجاح وقاد العالم إلى الخير وأنه لو كان حاكما للعالم لاستطاع حل مشاكله وهو يحتسي كوبا من القهوة غير صحيح اذ لا يوجد في جميع كتبه ورسائله ومسرحياته باللغة الانكليزية بل يوجد في الصحف والمواقع الاسلامية حصرا ومن دون مراجع 7 الكاتب سليمان موسى نشر الأستاذ سليمان موسى عمان مقالة بعنوان برنارد شو والعرب رأيه في التوراة وقصص ألف ليلة ومأساة فلسطين في مجلة العربي الكويتية زعم فيه ان برنارد شو كان معجبا بشخصية النبي محمد وتعاليم الاسلام وانه قال في بعض كتاباته اما انا فأرى واجبا أن يدعى محمد منقذ الانسانية واعتقد أن رجلا مثله لو تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته وأحل فيه السلام والسعادة وما اشد حاجة العالم اليهما 14 كما هو واضح فان الأستاذ سليمان لم يوثق النص الذي ذكره رغم ان مقاله منشور في مجلة عرفت برصانتها العلمية والثقافية في الوطن العربي لا سيما في المواضيع الثقافية المتنوعة الا انها تسمح غالبا بنشر مقالات ذات توجه سلفي غير علمي ولا توثيقي من المصادر والمراجع الاصلية للكتاب مما يضعف قيمتها في المواضيع الدينية والتاريخية على الرغم من انها تصدر في الكويت التي اشتهرت بعلمانيتها ثالثا رواية الزنجية الباحثة عن ربها وموقف برنارد شو من الاديان اغلب القراء العرب لا يعرفون أن للناقد الايرلندي رواية اسمها الزنجية الباحثة عن ربها وقد قال مستهلا الحديث عنها أنه استلهم أحداثها خلال زيارة له لأفريقيا وعندما بدأ يكتبها أراد لها أن تكون مسرحية جديدة له لكنها أخذت تمضي على الورق كأنها رواية قصيرة فأتمها على هذا النهج ونشرها عام ١٩٢٢م 15 ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ مترجم عربي أو أية دار نشر على ترجمة الرواية إلى العربية باستثناء دار واحدة طبعت نسخا محدودة لأن الرواية تقتحم المسلمات والخطوط الحمراء في العقائد والأديان السماوية أتى على ذكرها الكاتب من دون أن يستثني أحدا وحتى الأديان الوضعية لم تسلم من قلمه السليط تدور أحداث الرواية في أفريقيا وتروي قصة فتاة زنجية تدعى نيانجا التي تبحث عن معرفة الله والتقرب منه تنشأ نيانجا في قرية أفريقية حيث تتعلم عن الآلهة والأرواح المحلية ومع ذلك فهي لا تشعر بالرضا عن هذه الآلهة لأنها لا ترى أنها تلبي احتياجاتها الروحية تهاجر نيانجا إلى المدينة حيث تلتقي بأشخاص من ديانات مختلفة حيث تتعلم عن المسيحية واليهودية والإسلام لكنها لا تجد أيضا ما تبحث عنه في هذه الاديان تستمر نيانجا في رحلتها الروحية وتلتقي بأشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات تتعلم من هؤلاء الأشخاص عن أفكارهم وتجاربهم الدينية كلهم يفشلون في إعطاءها إجابات دقيقة وصادقة عن الله ومحصلة ذلك إما أن تناقشهم أو تستفزها أجوبتهم فتضربهم بهراوتها وترحل عنهمختم شو روايته بطريقة ساخرة جدا فالزنجية تزوجت آخر الأمر من شاب أشقر وسيم وأنجبت منه خلفة كثيرة انشغلت بهم عن ربها ودينها بل إنها كلما تذكرت ماضيها في البحث عن الله سبحانه تضحك وتهزأ بسخافة عقلهايستشف من أحداث الرواية وطريقة عرض المعلومات الدينية والفلسفية أن المؤلف أراد الترويج لأفكاره الإلحادية ولغرض الوصول لذلك جعل الشخصيات التي تمثل الأديان مفرطة في السذاجة والغباء رابعا حقيقة موقف برنارد شو من الاسلام تتميز الدعاية الإسلامية بأنها لا تحتاج الى مصادر او مراجع فهي مصنوعة للاستهلاك السريع بين الناس ولترهق الخصوم لأننا نقوم بتتبع الاقوال المزورة المنسوبة زورا وبهتانا الى شخصيات غربية في الغالب انها حرب الاشاعات واستنزاف للطاقات فالدعاية تخترع والباحث يجري وراءها يقضي الساعات في البحث والتدقيق تستنزف وقته ومجهوده بينما لا تتطلب الدعاية اي مجهوديمكن اختراع قول في بضعة دقائق ونسبتها الى شخصية اوربية او امريكية وسيصدقها المسلمون الذين يسمعونها في اية خطبة جمعة وستتلقفها المواقع على شبكات الانترنيت وستروج لها الاذاعات العربية والإسلامية لا سميا في المناسبات الدينية و ستقوم الصحف بتحليلها وكتابة المقالات عنها وهكذا وبقدرة قادر تتحول الى حقيقة وسيكون كل مكذب لها موضع هجوم من قبل مروجي هذه الاقوال المزورة وذوي التوجه الإسلامي ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال مفكري الغرب قولهم المشهور الذي يتداوله الواحد عن الاخر دون ذكر الدليل عليه هو قول عن برنارد شو الكاتب الكبير انه قال عن الرسول ما يلي ما احوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة 16 وغالبا لا يذكرون مرجعا لهذا الكلام وبعضهم يذكر مجلة The Genuine Islam وهى مجلة إسلامية كانت تصدر في عام 1936م وصدرت في Singapore إلى عام 1939 عن منظمة إسلامية تدعي International union of Islamic propaganda أي هي عبارة عن منظمة للدعاية الإسلامية والعبارة المنسوبة اليه حول عظمة الإسلام ونبيه كثيرا ما تتردد على ألسنة الشيوخ وفي مقالاتهم وخطبهم في المناسبات الدينية لكن هل قال برنارد شو فعلا تلك العبارة تفحصنا أكثر مصدر للعبارة وجدناها متكررة بشكل واسع في كتب ومحاضرات الشيخ محمد الغزالي17 1917 1996م وهو كان قريب من تنظيم الإخوان المسلمين ويمثل قيادة روحية لتيار الإسلام السياسي و كانت هذه العبارة منتشرة على ألسنة خطباء الصحوة السلفية وشاعت جدا مع اقتباسات أخرى للفيلسوف والاديب الأيرلندي يظهر منها أنه سلفي على منهج اهل السنة والجماعة وليس لا دينيا وعند البحث عن مصدر العبارة المنسوبة الى الاديب البريطاني وجدناها في كتاب رسائل حسن البنا 18 وهو أول ذكر لها ضمن كتابات تيار الإسلام السياسي العربي ثم تكررت في مجلة الأزهر في الثلاثينيات بقلم محمد فريد وجدي19 لكن من دون ذكر لمصدرها بين كتابات الاديب الايرلندي وقد عثرنا على تحقيق جيد مدعوم بالمصادر للجماعة الأحمدية في لاهور الباكستانية يثبت تزوير هذه المقولة المنسوبة إليه التحقيق يبين أن العبارة المنسوبة اليه ظهرت أولا في مجلة النور The Light بتاريخ 16 يناير كانون الثاني 1933 لكن التحقيق ينتهي بحوار للمجلة الإسلامية الأحمدية في العدد الصادر في شهر كانون الثاني سنة 1949م مع الفيلسوف برنارد شو وقد عرض المحاور هذه العبارة عليه مستفسرا عن صحة ما نسب إليه فكان الرد المباشر له أن هذه التصريحات ليست حقيقية These quotations are not authentic من الواضح ان الاديب الايرلندي ينفي قدرة النبي على حل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة والاقوال المنسوبة له زورا وبهتانا بالثناء على الاسلام ثم تأتيك المواقع الإسلامية والكتاب ليحدثوك عن شهادته على عظمة محمد فهل سيكف الاعلام العربي والإسلامي عن ترديد الاشاعات وهل سيكفون عن الكذب على البسطاء من المسلمين كانت الحقيقة فيما قاله الفيلسوف البريطاني عن رسول الله بالضد تماما من ادعاءات الاسلاميين حيث كتب برنارد شو عام 1933 في صفحة 322 من المجلد الرابع من سلسلة كتبه Collected Letters الرسائل الجامعةقائلا being ferociously intolerant Islam is very different Mahomet rose up at the risk of his life and insulted the stones shockingly declaring that there is only one God Allah the glorious the great And there was to be no nonsense about toleration You accepted Allahoryou had your throat cut by someone who did accept him and who went to Paradise for having sent you to Hel وترجمتها الاسلام مختلف جدا فهو غير متسامح بشكل شرس قام محمد مخاطرا بحياته وشتم الاصنام بشكل صادم معلنا انه يوجد اله واحد الله المجيد العظيم ملصقا نفسه بالوصية الثانية انه لا ينبغي لأي انسان ان يصور الله او اي من مخلوقاته باي صورة وصار التسامح مجرد هراء اما ان تؤمن بالله او يتم قطع عنقك من طرف من يؤمن به فيذهب هو للجنة لأنه ارسلك للجحيم 20 فان كان هذا رأي الفيلسوف برنارد شو في الاسلام ونبي الاسلام والمثبتة في كتبه فكيف يقول عن النبي انه لو كان موجودا الان سيحل مشاكل العالم كلها اليس هذا تزويرا وتحريفا لأقواله من قبل رجال الدعاية الاسلامية وهل هذه هي الشهادة عن النبي التي يحسبها الشيخ مغنية هي نتاج البحث الطويل والتفكير العميق والتحليل الدقيق ولكنها جاءت لتؤكد ان النبي محمد هو مؤلف القرآن وان التسامح في الاسلام مجرد هراء وهل هذه هي الشهادة من رجل غير مسلم عن الرسول التي يحسبها الشيخ عبد الكريم الخطيب تمثل الحقيقة ناتجة عن منطق العقل الحر البعيد عن كل تأثير عاطفي ولكنها جاءت لتؤكد ان الاسلام غير متسامح بشكل شرس وهل هذا هو الانصاف الذي يسير عليه الفيلسوف الايرلندي وهل هذا الكلام النفيس الذي قاله عن رسول الاسلام كما ادعى محمد عمارة وهل تعد شهادته عن النبي من الشواهد على التقييم الرائع والقمة السامقة التي وصفه بها الخصوم قبل الأصحاب والأصدقاء من خلال سيرته العطرة فضلا عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره في البشرية جمعاء كما يدعي علاء الدين المدرس وهل هذه هي الثقة التي بلغت اقصاها بالنبي محمد عند الفيلسوف الايرلندي كما يزعم المدرس حين يقول ان التسامح في الاسلام مجرد هراء والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه اما موقفه الحقيقي من النبي فقد اوضحه في كتبه ومسرحياته اذ يقول على لسان احد شخصيات مسرحيته Saint Joan ما نصه Let me tell you that the writing of such letters was the practice of the accursed Mahomet the antiChrist وترجمتها دعني أخبرك أن كتابة مثل هذه الرسائل كانت عادة محمد اللعين ضد المسيح21فما هو رأي شيخ الازهر اعلى الله مقامه وما هو رأيه في قول برنارد شو على لسان احد شخصيات مسرحيته Buoyant Billions with Mahomet the slaying of the infidel was a passport to Heaven ترجمتها مع محمد كان ذبح الكافر جواز سفر إلى الجنة وما رأي فضيلته بقول برنارد شو على لسان احد شخصيات مسرحيته Buoyant Billions ايضا Just as Mahomet found that he could not govern the Arabs without inventing a very sensual paradise and a very disgusting hell to keep them 22 in order ترجمتها وجد محمد نفسه لا يستطيع أن يحكم العرب دون أن يخترع جنة حسية وجحيم مقرف للغاية للحفاظ على النظام اذا كان النبي في نظره لا يستطيع أن يحكم العرب دون أن يخترع جنة حسية فكيف يمكن ان يقول انه سيحل مشاكل العالم خلاصة اراء برنارد شو في مسرحياته 1 انه يصف النبي محمد عليه السلام باللعين وضد السيد المسيح 2 ان النبي كان سفاكا للدماء 3 كما ان النبي لا يستطيع أن يحكم العرب لذلك اخترع جنة حسية للغاية وجحيم مقرف للغاية للسيطرة عليهم وفضيلة شيخ الازهر حاصل على شهادة الدكتوراه من فرنسا ويعرف اللغة الانكليزية فيفترض انه اكاديمي يوثق النصوص من المراجع الاصلية لا ان ينسب اقوال مزورة لعظماء الغرب ومن دون مراجع فضلا عن ما تقدم فان برنارد شو يقول ما انا بكاتب مسرحي عادي انا متخصص في المسرحيات المنافية للأخلاق23 والدين 24يتضح من كلامه انه متخصص في كتابة المسرحيات المنافية للأديان بشكل عام لأنه غير مؤمن بالإله الذي تعتمد عليه الكتب المقدسة وينكر فكرة الفداء والتضحية والآخرة 25 وعلى أية حال هو يعتقد أن التطور الخلاق صالح لأن يصبح ديانة جديدة لأبناء القرنالعشرين26 وليس الاسلام كما يزعم محمد عمارة 27 ولم يتحدث هذا الفيلسوف الإنجليزي في مقال عن جاذبية الإسلام وانتشاره في البلدان الأوربية كما يدعي الشيرازي28 وكان يعتقد إن ماركس أثر في العالم أكثر مما أثر فيه المسيح أو محمد 29 فكيف يتنبأ بإقبال الأوروبيين على اعتناق الإسلام كم يدعي عمارة خامسا مسرحية جان دارك يعد برناد شو من اكثر الشخصيات الغربية التي نسبت لها الدعاية الاسلامية اقوالا مزيفة في تمجيد الاسلام والنبي محمد ومنها ما تنسبه له المواقع على الانترنيت والمجلات وقد نسب له الكاتب المدرس القول أتباع محمد أوفر أدبا في كلامهم عن المسيح 30 اذ يستدل بهذا القول انه يثني على أصحاب النبي ويفضلهم على اتباع السيد المسيح وهذا غير صحيح اطلاقا اذ ذكر الاستاذ عباس محمود العقاد عن برنارد شو تقرر تدريس روايته جان دارك في الجامعة المصرية فأثار القرار اعتراضا شديدا ممن سمعوا الرواية ولم يطلعوا عليها لأن النبي عليه السلام يذكر فيها باسم راعي الإبلوقلت إن العبارة المشار إليها قد وردت على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف وإن المؤلف وضع على لسان شخص آخر رده المفحم عليها فقال إن أتباع محمد عليه السلام أوفر أدبا من هذا في كلامهم عن السيد المسيح وإنهم يوقرون الحواريين ولا يقولون عن واحد منهم صياد أسماك ونمى الخبر في أثناء ذلك إلى برنارد شو فقال لمندوب صحيفة نيوز كرونيكل الذي قصد اليه لمحادثته في شأنه ما جاء في الرواية لم يكن رأيي أنا بل هو رأي الكنيسة في القرون الوسطى31 يمكن ان نلاحظ عدد من النقاط في كلام الاديب الكبير1 انه ذكر النبي عليه السلام في روايته جان دارك باسم راعي الإبل ثم تبرأ من هذا الوصف بقوله انه ليس رأيه بل رأي الكنيسة في العصور الوسطى 2 اما مدحه للصحابة فهو ليس رأيه ايضا بل ورد في الرواية على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف وسبب الثناء هو أدبهم في كلامهم عن السيد المسيح وإنهم يوقرون الحواريين والحقيقة ان المسلمين يوقرون السيد المسيح والحواريين تبعا للقرآن الكريم اما رأيه في أصحاب النبي بالضد تماما من ادعاء الكاتب علاء الدين المدرس اذ كتب برنارد شو عام 1933م في صفحة 322 من المجلد الرابع من سلسلة كتبه Collected Letters الرسائل الجامعة قائلا عندما حقق محمد نصره بتحويل العرب من وثنيتهم الفضة وثنية الحجارة والعصي الى ايمان متعصب بالله الحي وجد ان هذا الاقصاء لم ينتج بأي حال من الاحوال تصرفات افضل من جانبهم بل بالعكس جعلهم يكسرون الاخلاق الاجتماعية العادية فاضطر الى اعادة اختراع جهنم واملاء كتاب مقدس جديدالقرآن مدعيا أنه وحيوذكر في كتابه كانت جهنم مخيفة فيها أمراض قبيحة وليس فيها حور عين لكنها كانت المكان الذي يمكن للعرب فهمه والايمان به ليزرع الخوف من الله فيهم كما نلاحظ فانه يعد النبي مخترع جهنم ومؤلف القرآن الكريم لان اصحابه يكسرون الاخلاق الاجتماعية العادية وتصرفاتهم سيئة فهل هذه الشهادة حول عظمة نبي الإسلام التي صدع بها رؤوسنا الشيخ الشيرازي فان كان هذا رأيه في النبي والقرآن والصحابة والمثبتة في كتبه فكيف يقول عنهم انهم أوفر أدباوهكذا يستمر رجال الدعاية الاسلامية في التزوير والتحريف لأقوال عظماء الغرب وكان برنارد شو يؤمن بنهائية الموت فلا يؤمن بالجنة ولا بالنار ولا حساب في عالم آخر 32 اما مدحه للصحابة فهو ليس رأيه ايضا بل ورد في الرواية على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف والنقطة البارزة في هذه الرواية هي موقف جان دارك بأنها تفهم الديانة المسيحية بعقلهاالمستقل وأنها لا تتوسل إلى الله بالكنيسة أو رجال الدين ويشرح القاضي في محكمة التفتيش خطيئتها بأنها تسلك سلوك المسلمين ويسب نبي الاسلام لأنه أيضا يقول بأن للإنسان الحق في الشكوى إلى الله ومناجاته من دون وسيط من كاهن أو قسيس ولكن برنارد شو وهو يضع كلمات السباب على لسان هذا القاضي لا يتبنى موقفه بل يتبنى موقف جان دارك ويبرره ضد القاضي أي إن الإنسان لا يحتاج إلى وسيط بينه وبين ربه 33 سادسا مسرحية محمد يعد برنارد شو أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم وهو الكاتب الوحيد في التاريخ الذي حاز جائزة نوبل للآداب عام1925م وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو عن مسرحية بجماليون عام 1938م وهو يعد كاتبا اشتراكيا استطاع بلورة المفاهيم الاشتراكية بشكل سليم في مسرحياته التي تميزت بطابعها الاجتماعي العقلاني والتربوي والتثقيفي ليجل من شخصياته محاورا لمعالجة الكثير من مشاكل الفلسفية التي طرحت من خلالها والتي واكبت عصر النهضة وما أفرزته من أفكار ليتخذ لنفسه اتجاه لم يحد عنه لإرساء قيم الاشتراكية التي تزكي مصالح المجتمع على المصالحة الأفراد الذاتية الأنانية وهذا الموقف الذي تبناه عبر عنها بأسلوب جاد وصادق وهادف ليعطي صورة واقعية لما يتناوله فهو لم يسعى للمبالغة في عملية تجديد للأشكال الفنية للمسرح بقدر ما سعى إلى تجديد مضامين النص المسرحي وتحديدا في مساعيه في إيجاد أعلى درجات السخرية ولا سيما في المواضيع الجادة لكي تصل الفكرة إلى المتلقي بشكل مؤثر ومقبول ولهذا اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه السخرية الهادفة لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه وتعليق ساخر ونكتة خفيفة ولكن لها مغزى ودلاله عميقة في الفكر كونه حول كل ما تناول قلمه من موضوعات جادة إلى سخرية هادفة لها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر سواء ما كان يتعلق أمرها بالحرب أو الحب أو العنف أو القضايا الاجتماعية الأخرى لدرجة التي باتت السخرية الحسنة والهادفة نقطة متميزة في عالمه المسرحي ادعى الكاتب الاردني إبراهيم أبو عواد في صحيفة القدس العربي ان هناك مفارقة عجيبة هي أن برنارد شو لا ديني ومع هذا كان مثله الأعلى هو النبي محمدا صلى الله عليه وسلم فقد كان يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبي هي الحياة المثالية التي أراد هو نفسه أن يعيشها وبلغ به الإعجاب أن حاول كتابة مسرحية محمد من أجل نشر تعاليمه الدينية والكفاح في سبيل حرية الرأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السلطة وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض تمثيل النبي محمد على خشبة المسرح خوفا من ردود الأفعال وحرصا على رضا السفير التركي لدى بريطانيا في ذلك الوقت34كما زعم سلیمان موسى ان برنارد شو كان ينوى تأليف مسرحية عن حياة محمد ولكن بسبب خشيته أن لا يتقبل العالم الاسلامي مسرحية عن محمد اضطر الى تغيير فكرته 35 وكل هذا الكلام عبارة عن هراء لا قيمة له لا سيما انه دعوى مجردة بلا مرجع ولا دليل فلم يكن النبي محمد مثله الاعلى ولم يكن يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبي هي الحياة المثالية التي أراد هو نفسه أن يعيشها لسبب بسيط انه كاتب اشتراكي لا ديني فكيف يكون النبي مثله الاعلى يبدو ان متاهة التناقضات هي عقل الكاتب الاردني إبراهيم أبو عواد لا في عقل الاديب البريطاني كما لم يبلغ به الإعجاب أن حاول كتابة مسرحية محمد من أجل نشر تعاليمه الدينية والكفاح في سبيل حرية الرأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السلطة بل حاول كتابة مسرحية محمد لنقده والسخرية منه اذ اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه السخرية الهادفة لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه وتعليق ساخر ونكتة خفيفة ولها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر اذ يقول ما نصه One authorthe writer of these lines in facthas long desired to dramatize the life of Mahomet But the possibility of a protest from the Turkish Ambassadoror the fear of itcausing the Lord Chamberlain to refuse to license such a play has prevented the play from being written Now if the censorship were abolished nobody but the author could be held responsible for the play The Turkish Ambassador does not now protest against the publication of Carlyle s essay on the prophetorof the English translations of the Koran in the prefaces to which Mahomet is criticized as an impostororof the older books in which he is reviled as Mahound and classed with the devil himself ترجمها رغب أحد المؤلفين كاتب هذه السطور منذ فترة طويلة في تحويل حياة محمد الى عمل درامي لكن احتمال احتجاج السفير التركي أو الخوف من ذلك جعل اللورد تشامبرلين يرفض الترخيص لكتابة مسرحية مثل هذه لو تم إلغاء الرقابة لن يتحمل أحد مسؤولية المسرحية سوى الكاتب نفسه لا يحتج السفير التركي الآن على نشر مقال كارلايل عن النبي أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي انتقد فيها محمد على أنه محتال أو على الكتب القديمة التي شتم فيها محمد ويصنف مع الشيطان نفسه 36نلاحظ ان برنارد شو يصرح انه يرغب في كتابة مسرحية عن النبي وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض كتابة المسرحية خوفا من احتجاج السفير التركي ليس لأنها رفضت تمثيل النبي محمد على خشبة المسرح كما زعم إبراهيم أبو عواد في مقاله الموسوم جورج برنارد شو ومتاهة التناقضات المنشور في صحيفة القدس العربي بل لأنه يريد انتقاد النبي بدليل قوله ان السفير التركي لا يحتج على نشر مقال كارلايل عن النبي أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي انتقد فيها محمد على أنه محتال أو على الكتب القديمة التي شتم فيها النبي محمد ويصنف مع الشيطانسابعا كتاب الاستعداد للزواج تناول برنارد شو في المقدمة الطويلة التي كتبها لمسرحية الاستعداد للزواج وبحث فيها موضوع الزواج من جميع نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية والجنسية وجاء فيها بآراء غاية في التطرف والطرافة حاول أن يدلل على صحة نظرياته بقوله ولو أن حربا ما قضت على ثلاثة أرباع الذكور في بلادنا لوجب علينا في تلك الحالة الأخذ بالطريقة الاسلامية التي تبيح للرجل الزواج من أربع نساء هذا اذا أردنا أن نقى امتنا خطر الانحلال والفناء بينما على العكس لو قفت الحرب على ثلاثة ارباع النساء لوجدنا انفسنا في مأزق حرج يهدد كياننا ووجودنا ومن هنا جاء مصدر النظرية الأساسية في عدم الزج بالنساء في ميادين القتال بدافع حفظ النسل لا بدافع من عواطف الشرف والفروسية كما يدعى عامة الناس 37 ادعى الشيخ محمد رشيد رضا وجود الذين أنصفوا الإسلام من أحرار علمائهم أصرح قولا ولعلهم أكثر من اللاتين عددا وكذلك الذين اهتدوا به وسبب ذلك أن الحرية والاستقلال في تربيتهم أقوى وسيكونون هم الذين ينشرون الإسلام في أوربة والولايات المتحدة الأميركانية ثم في سائر العالم كما جزم العلامة برنارد شو الإنكليزي في كتابه الحياة الزوجية 38 الحقيقة ان برنارد شو دعا الى تبني نظام تعدد الزوجات وفق الشريعة الاسلامية بعد تعديها لتناسب المجتمع البريطاني لا سيما في ظروف الحروب التي يشترك فيها الرجال فقط وقد تؤدي الى مقتل ثلاث ارباعهم على حد تعبيره لا انه امتدح الاسلام ودعا الى الامبراطورية البريطانية والعالم الغربي الاوربي والامريكي الى اعتناقه كما يروج بعض افذاذ الدعاية الاسلامية المضللة لا سيما ان ما ذكره الشيخ محمد رشيد رضا غير موجود في كتابه الزواج سواء في نسخته العربية التي ترجمها عبد الحليم البشلاوي والتي اعتراها شيء من التحريف لصالح الدعاية للإسلام وسواء النسخة الانكليزية 39 استشهد الكاتب سلیمان موسی بكلام ورد على لسان هو تشكس احد شخصيات مسرحية الاستعداد للزواج الذي قال ما نصه هو تشكس مخاطبا الراهب سومس أنا لا أو من الا بارادتي وكبريائي وشرفي أن تعاليمك الدينية توافقك كل الموافقة ولكنها لا تلائمني اني کنابليون أفضل الاسلام واعتقد أن الامبراطورية البريطانية كلها ستعتنق الإسلام قبل نهاية هذا القرن أنا معجب بمحمد وأوافق على آرائه في الحياة الى حد بعيد هذا القول يطرحك أرضا يا سومس ان الدين قوة عظيمة القوة الدافعة الحقيقية الوحيدة في العالم ولكنك وأمثالك لا تدركون أن أفضل وسيلة لتألف انسان ما هي الولوج اليه على ضوء ديانته هو وبدلا من هذا تحاولون أن تجعلوا الناس يؤمنون بديانتكم أنتم وفي حماقتكم تفضلون أن يموت الطفل في جهالته على أن يحيا بالعلم على يد سواكم 40وهذا القول الذي استشهد به الكاتب على تفضيل برنارد شو للإسلام والثناء عليه هو استشهاد غير صحيح لأنه لا يمثل وجهة نظر المؤلف بل وجهة نظر احد شخصيات المسرحية بدليل ان المؤلف صرح برغبته في كتابة مسرحية عن النبي محمد لغرض انتقاده فيها والسخرية منه 41 فضلا عن نفيه ما نسب له من تمجيد للنبي بتأكيده ان هذه التصريحات ليست حقيقية وذلك في مجلة النور The Light الصادرة عن الجماعة الأحمدية في شهر كانون الثاني سنة 1949م ثامنا كتاب العودة إلى متوشالح ومسرحية معضلة الطبيب يعد كتاب العودة إلى متوشالح معالجة مستقبلية لأسفار موسى الخمسة وهو من الأعمال المسرحية الفلسفية الرمزية وجاء في تقديم الكتاب نحن هنا أمام كتاب يتخذ فيه برنارد شو من المسرحية والحوار والنقد السياسي طريقا نحو البشرية وهي تعيش إحدى لحظاتها التاريخية الأكثر دمارا ولنكن بعد قراءة الاستهلال حيال نظريات فلسفية وسياسية وأدبية تدفعنا للتفكير في طريقة تفاعلنا مع العالم وقد أمسى نموذج الحضارة على المحك اليوم أكثر من أي وقت مضى فلا محيد عن الكوارث التي يلحقها الإنسان بنفسه وبالطبيعة فما الذي يحتاج إليه ليصبح أكثر نضجا وحكمة يفترض شو أن ثلاثة قرون أو أكثر من عمر الإنسان كفيلة بأن تجعله يبلغ كماله العقلي في مسار تطوره وتحقيقه غايات وجوده السامية فهل الامتداد الأفقي للزمن يحقق ذلك من أين نبدأ وأين ننتهي هذا ما يقدمه لنا كتاب العودة إلى متوشالح كونه كتابا يتحدى الفناء منطلقه الأزل ومنتهاه الأبد يبدأ من آدم وحواء في جنة عدن وينتهي في عام 31920 ميلادي وقد أمسى بمقدور الإنسان العيش لما يتجاوز الثلاثمائة عام وصولا إلى ولادته من بيضة إنه كتاب عصي على التصنيف له أن يجسد تماما ماهية الخيال العلمي بوصف الخيال مع جورج برنارد شو 1856 1950 يستدعي العلم والفلسفة والفكر بحق مقدما هجائية كبرى لداروين والانتقاء الظرفي مفضلا تسميته الانتقاء التصادفي فإذا استطعنا أن نثبت أن الكون بأكمله خلق عبر ذلك الانتقاء فلن يطيق عيش الحياة إلا الأغبياء والأوغاديتخذ الكتاب معبره إلى الخيال من حقيقة أن البشر لا يعيشون مدة كافية وعندما يموتون يكونون مجرد أطفال واجدا في لامارك والنشوء الخلاق سنده لنكون حيال عمل خالد لا هو مسرحية ولا رواية بل مزيج بينهما مسرحية تقرأ ولا تجسد ورواية يتسيدها الحوار 42 من الممكن ان يستشهد احدهم بما ورد على لسان احدى شخصيات المسرحية السيد المسن الذي قال أن محمدا كان رجلا حكيما حقا لأنه أسس دينا بدون كنيسة وبالتالي عندما حان وقت إصلاح المساجد لم يكن هناك أساقفة وكهنة ليمنعوه 43 وقوله ترك لأتباعه ميزة هائلة تتمثل في وجود الدين الو
Dan H. Laurence